كأس الامم الافريقية تخرج بالمدن الافريقية من حالة القرون الوسطى
مدينة تامالي الغانية الصغيرة التي تقام فيها بعض فعاليات بطولة كأس الامم الافريقية ©أ ش أ |
تامال/غانا /أ ش أ/ تقرير.علاء حيدر/ لا تقتصر فوائد بطولة كأس الامم الافريقية التى تقام كل عامين فى احدى الدول الافريقية على النهوض بمستوى كرة القدم فى القارة السمراء لكنها تمتد لتشمل المساهمة فى إقامة بنية تحتيه رياضية وسياحية فى المدن الافريقية تصل الى حد إخراج بعض هذه المدن من القرون الوسطى التى تعيش فيها كنتيجة مباشرة لحقبة الاستعمار ثم للحروب الاهلية والخلافات العرقية و القبائلية والفساد خلال حقبة الاستقلال.
وتعد مدينة" تامال" التى تسكنها أغلبية مسلمة شمالى غانا مثال حى على فوائد المونديال الافريقى ومدى مساهمته فى إحداث طفرة حقيقية فى بعض المدن الافريقية على مستوى البنية التحتية الرياضية والفندقية.
وتستضيف مدينة تامال الآن منتخبات المجموعة الرابعة التى تضم تونس والسنغال وجنوب افريقيا وانجولا.ورغم ان المسئولين عن هذه المنتخبات تلقوا بتحفظ شديد وقوع اختيار الحكومة الغانية على تامال لافتقادها لاى مظهر من مظاهر الحياة العصرية الا انهم تقبلوا الامر الواقع بعد ان ابلغتهم السلطات الغانية بخطة لتطوير المدينة بتزويدها باستاد وفندق فاخر .
وترجع مصادر فى الاتحاد الافريقى وقوع إختيار السلطات الغانية على مدينة تامال لاحتضان أحد مظاهر العرس الكروى الافريقى الى أسباب سياسية بعد أن عانت كثيرا هذه المدينة من البدائية والتخلف بسبب الخلافات القبائلية التى حالت لسنوات طويلة دون تطويرها الى أن نجحت جهود الحكومة بمساعدة شيوخ هذه القبائل فى تصفية الخلافات القائمة بين ابنائها فى العام 2004.
وتحمل مدينة تامال جميع مظاهر تخلف مدن الساحل الافريقى الفقيرة فهى مدينة ريفية تقطع فيها الابقار والماشية الطريق على الميكروباصات المتهالكة التى تنقل سكان المدينة حتى إستاد تامال الذى تولت بناؤه شركة صينية بدعم من حكومة بكين.
ولم تتمكن الشركة الصينية من الانتهاء من أعمال بناء استاد تامال الا قبل ساعات قليلة من انطلاق بطولة كأس الامم الافريقية فى نسختها السادسة والعشرين .فكل من يتجه للاستاد يلاحظ الجرافات وخلاطات الاسمنت وعمال البناء وهم لا يزالون يسابقون الزمن لتنظيف الاماكن المحيطة بالاستاد الذى يستضيف الى جانب مباريات المجموعة الرابعة المباراة الاخيرة بين منتخب السودان والكاميرون يوم 30 يناير الحالى.
كما تستضيف تامال الفائز من المجموعة الثانية مع الثانى من مجموعة مصر ولذلك يسعى المنتخب المصرى للحفاظ على المركز الاول فى مجموعته بتحقيق الفوز على المنتخب الزامبى غدا حتى يظل فى كوماسى ليلاقى فيها فى مباراة الدور ربع النهائى ثانى المجموعة الرابعة بوصفها مدينة اكثر تطورا و اكثر عراقة فى مجال كرة القدم لاحتضانها لنادى اشانتى كوتوكو احد اهم الاندية الافريقية .
ويقول المدير الفنى الفرنسى لمنتخب تونس روجيه لومير انه عندما جاء مع المسئولين فى الاتحاد التونسى الى تامال فى اطار زيارة تفقدية منذ 4 أشهر لم يتخيلوا أن هذه المدينة يمكن ان تستضيف المونديال الافريقى الذى يعد ثالث أكبر بطولة كروية فى العالم بعد كأس العالم وكأس الامم الاوروبية .
وشملت عملية تحديث مدينة تامال بناء فندق حديث لاستضافة فرق المجموعة الرابعة.ونقلت مجلة "فرانس فوتبول" الفرنسية عن لومير قوله "عندما زرنا تامال فى المرة الاولى شعرت بالشك حيال امكانية الاقامة فيها خاصة و ان العديد من لاعبى تونس و السنغال وجنوب افريقيا وحتى انجولا اعتادوا على الاقامة فى فنادق اوروبية فاخرة بعد ان انتقلوا للعب كمحترفين فى صفوف الاندية الاوروبية الكبيرة".
ويعترف لومير انه بعد ان انتهت اعمال بناء الاستاد والفندق فى تامال بأن البطولة الافريقية تصب بالفعل فى مصلحة القارة السمراء عندما تقام كل عامين واصفا الاوضاع فى تامال بعد انتهاء الاعمال الانشائية بأنها مناسبة بل مريحة.فالفندق ملائم والاستاد جيد والناس طيبون.
ومن المقرر ان يتم تحويل الفندق الجديد بعد انتهاء بطولة الامم الافريقية الى جامعة حديثة تضم عدة كليات فى العلوم الزراعية لخدمة ابناء المنطقة الذين يعيشون على الزراعة والرعى من على ان السياحة التى لا تزال تحبو فى تامال لن تكون بحاجة الى هذا الفندق بعد انتهاء البطولة.
ويعكس التطوير الذى حدث فى بنية تامال الاساسية مدى صواب موقف الاتحاد الافريقى لكرة القدم الذى يتمسك بتنظيم بطولة كأس الامم الافريقية كل عامين رافضا كل الضغوط التى تبذلها الاندية الاوروبية العملاقة لاقامة البطولة كل اربع سنوات على غرار البطولة الاوروبية حتى لا تحرم من لاعبيها الافارقة المحترفين فى صفوفها بعد ان اصبحوا من الدعائم الاساسية لهذه الاندية مثل ايتو فى برشلونة و دروجبا فى تشيلسى و زيدان فى هامبورج.
وتأمل غانا بإستضافتها لبطولة كأس الامم الافريقية السادسة العشرين تحقيق عائدات تزيد عن مليار دولار بعيدا عن المكاسب التى ستتقاسمها مع الاتحاد الافريقى من الرعاة والبث التلفزيونى.
ونقلت الصحافة المحلية فى غانا عن سام دانكاه المدير التنفيذى للجنة التنظيمية الغانية للبطولة قوله "انه بالاضافة الى الطفرة التى شهدتها المدن التى تحتضن المونديال الافريقى فيما يتعلق بالبنية التحتية فاننا نأمل فى تحقيق عائدات تزيد عن مليار دولار امريكى بفضل تدفق نحو مليون اجنبى على غانا لمشاهدة وتشجيع مختلف المنتخبات الافريقية المشاركة.