الدكتور محمود عزت يضع النقط على الحروف بخصوص برنامج حزب الإخوان
06 / 11 / 2007الأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين :
- الإخوان ليسوا فى حاجة إلى تلميع إعلامى .
- مراحل عرض البرنامج على قواعد الإخوان .
- ليس كل التصريحات تمثل رأى الإخوان ، والرأى الرسمى يعلن على لسان فضيلة المرشد .
- أسس خيار الجماعة حول المرأة والأقباط .
- لجنة العلماء ليست من رجال الدين وحدهم .. وهى آلية قابلة للمراجعة .
- نناشد الصحافة بالتزام الأمانة وعدم تحريف التصريحات .
- القضية الفلسطينية وما يحدث للطلاب والمحاكم العسكرية قضايا هامة ينبغى أن تأخذ من فكر الإخوان وجهدهم .
فى بداية اللقاء أعرب الدكتور محمود عزت عن سعادته بلقاء قراء موقع نافذة مصر الحبيب إلى نفسه وأنه كان يتمنى أن يطول اللقاء ولكن نظراً لارتباطات متعددة فإننا سنحاول أن نستعرض ما يتيسر فى هذا اللقاء وإن احتجنا فسوف يكون هناك لقاء آخر قريب تتمة لهذا اللقاء .ولقد حرص فضيلة الأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين على توضيح كل ما جرى حوله اللبس فى الفترة الماضية من موضوعات متعلقة ببرنامج الحزب وخطوات عمله وطريقة عرضه على النخبة أو على قواعد الإخوان ، وكذلك راى الإخوان فى موضوع المرأة والأقباط وكذلك موضوع لجنة العلماء ... وكيف يصدر الرأى الرسمى للجماعة فى مختلف الموضوعات ...كما كان حريصاً على أن يعلن احترامه لرأى المثقفين فى برنامج الحزب وأكد مراراً أثناء الحوار أن النسخة التى بين أيدينا والتى تم نشرها من خلال موقع " نافذة مصر " هى بشكلها الحالى والذى عرض على المثقفين نسخة " للقراءة الأولى " وليست نهائية وأن رأى المثقفين واقتراحاتهم حولها سوف يؤخذ بها وهى محل التقدير والاحترام من الإخوان ...وكعادته كان صريحاً وواضحاً ودقيقاً فى استخدام ألفاظه وتعبيراته ، كما كان كعهدنا به دائماً نموذجاً وقدوة فى الأدب والذوق حتى عند الحديث عن محرفى التصريحات لبعض قيادات الإخوان ... وهو ما نلمسه ونجده فى هذا الحوار ... ( وجارى تحضير النسخة الصوتية من الحوار لبثها من خلال نافذة مصر فى أقرب وقت ممكن إن شاء الله ) موضوع الحزب نابع من مجلس الشورى والتفصيلات والتوقيت متروكة لمكتب الإرشادالنافذة : لماذا قمنا بعمل برنامج الحزب على الرغم من تواتر تصريحات قيادات الإخوان بعدم التقدم للجنة شئون الأحزاب ...الدكتور محمود عزت : مسألة عمل حزب ثم مسألة عمل برنامج لهذا الحزب ، أحب أن يعرف الناس باختصار شديد مراحل هذه وتلك ولماذا كان هذا التوقيت ..الإخوان تدارسوا موضوع التعددية الحزبية منذ أيام الأستاذ عمر التلمسانى رحمه الله وتم عمل بحوث فقهية مستفيضة من داخل مصر وخارجها وتم استعراض البحوث النهائية التى انتهى فيها الإخوان ووصلوا فيها لقرار بالاتفاق داخل مجلس شورى الجماعة على أن الحزب وسيلة شرعية لتداول السلطة باعتبار ذلك نتاج بشرى جيد والحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق بها .أما صورة عرض برنامجك على الناس فإذا قبلها الناس أصبحت أنت فى كيان سياسى يسمح لك بأن تعمل بهذه الوسيلة الديمقراطية التى توافق عليها العالم كله والبرنامج أصلاً قائم على مرجعيتنا الإسلامية ..فلابد أن نعرف أن معضلة تداول السلطة هى معضلة إنسانية من قديم الأزل حتى فيما قبل الإسلام وبعده ، ولا مانع أبداً من الاستفادة من النتاج البشرى .. وهذا النتاج البشرى يتمثل فى أن " الأمة مصدر السلطات " هو أمر متوافق تماماً مع الشرع ، والاختلاف سيكون فى الأسماء لا فى المسميات وتعنى " الأمة مصدر السلطات " أن تمنح الأمة الحاكم فترة أو فترتين أو أقل أو أكثر طالما كانت الممارسة تحقق الشورى وتصلح من أمر الأمة والمجتمع .وهذا الموضوع قرار اتفاق لمجلس الشورى وترك لمكتب الإرشاد اتخاذ القرار وتوقيته ووسيلته . النافذة : فما هى دوافع القيام بالبرنامج الآن ؟الدكتور محمود : طبعاً لسنا فى حاجة لأن نذكر بأن المشاركات السياسية للإخوان بدأت منذ عهد الإمام الشهيد حسن البنا ثم توالت بعد ذلك فى أعوام 84 و 87 ... إلى 2005 ...وتخلل ذلك منحنيات صعود وهبوط بحسب الظروف المحيطة فمسألة المشاركة السياسية وتفعيل قضية الحزب كانت بلورة لما حدث فى السابق ، أضف على ذلك التغييرات التى حدثت فى التعديلات الدستورية الأخيرة بالإضافة إلى الأوضاع السياسية الحالية وكذلك ما طرحه كثير من المثقفين من عدم وجود برنامج حزب كامل واضح ومحدد للإخوان المسلمين وأن المبادرة التى اطلقها فضيلة الأستاذ المرشد فى 2004 لم تحدد صورة ورؤية واضحة شاملة ومحددة ، هذا ما دفع الإخوان للاستجابة لكل هذا الواقع ...التفاعل مع الواقع سمة من سمات الإخوان وبرنامج الحزب أشمل من مبادرة 2004النافذة : هل صحيح أن البرنامج تم إعداده بصورة فيها استعجال بسبب تصريحات فضيلة المرشد فى أحد البرامج الفضائية كما قيل فى بعض التصريحات ؟الدكتور محمود : الإخوان المسلمون جماعة مؤسسات ليس فيها مجال للعفوية ، وفضيلة المرشد حينما يدلى بتصريح يكون ذلك ناتج من خطوات مؤسسية داخل الجماعة .لا شك أن التفاعل سمة من سمات الإخوان المسلمين ولكن ليس بشكل رد الفعل الفردى أو الشخصى ، والأستاذ المرشد أطلق مبادرته الشهيرة فى 2004 من خلال مؤسسات الجماعة ، وهذا الطرح مستقر عليه مكتب الإرشاد من خلال الصلاحيات المخولة له والمتفق عليها فى مجلس الشورى والتى تركت فيها التوقيتات والوسائل منذ أكثر من ثمانية أشهر ، وبدأت مؤسسات الجماعة من خلال لجان قانونية وأعضاء هيئة تدريس وشرعيين وبرلمانيين وسياسيين .وتم أخذ آراء من بعض المثقفين من غير الإخوان ، بل ومن غير المسلمين . وأعتقد أن علينا واجب الشكر للأستاذ المرشد على حرصه على الشفافية وهو جهد مبذول يشكر عليه حسب موقعه وحجمه . وأولئك الذين يطلقون على ذلك تسرعاً نقول هذا الكلام غير صحيح بل هو عمل مؤسسى كامل وذو مراحل مدروسة ومحددة .البرنامج السياسى جزء لا يتجزأ من المشروع الدعوى النافذة : هل عرض البرنامج على النخب المثقفة هو فعلاً للاستفادة من ملاحظاتهم عليه ، أم أنه لتحقيق مكاسب أخرى من نوعية الزخم الإعلامى أو تحييد الطبقة العلمانية ... الخالدكتور محمود : الإخوان دعوة صريحة تعلن وتؤكد أن البرنامج السياسى هو جزء لا يتجزأ من المشروع الدعوى الإخوانى وأن حرصنا على توصيل هذا البرنامج السياسى للمثقفين حرص أصيل وأننا سنستفيد من ذلك : أولاً أن نكون واضحين لدى النخبة " وهذا طلبهم أكدوا عليه مراراً " ثانياً لا مانع من الاستفادة من الآخرين لأن الحكمة ضالة المؤمن ، ونصيحة هؤلاء مقبولة ومقدرة ما لم تصطدم بثوابت الجماعة ، وهذه شفافية وتواصل نحتاج إليه ونحبه مع النخبة والمجتمع ، ثالثاً لا مانع أبداً لدينا من الاستماع بود لرأى معارضينا لأن فى ذلك فائدة نرجوها .أما قضية الزخم الإعلامى فالكل يعلم أن جماعة الإخوان ليست فى حاجة لذلك ...النافذة : هل صحيح أن أكثر النخب التى تم اختيارها أغلبها علمانى ، وما مدى جدوى هذا الاختيار ، ولماذا تم إغفال بعض الشخصيات الإخوانية الرمزية الهامة ...الدكتور محمود : العلمانية فى مصر محدودة جداً ، وهى على درجات متفاوتة ، ولا يجب أن ننظر لكل من يطلق عليهم علمانيين بالصورة المعروفة عن العلمانية ، لأننا حاورناهم ، ولن نيأس من قومنا ونحن صادقين فى هذا الحوار ، أما ما أشيع من أننا لم نعرض البرنامج على بعض الإخوان فهذا ليس من أسلوبنا ولم يحدث أبداً أن نحجب أى معلومة عن أحد ، ومع ذلك فنحن لا نكذب أحد وهم صادقون من غير شك ولكن لعله الانشغال منا أو منهم أو حدث شئ حال بينهم وبين البرنامج ، ولكن الموضوع معلوم ومعلن للجميع .البرنامج عرض على قواعد الإخوان حسب ظروف كل محافظة ... والنسخة الحالية قراءة أولى ونقبل المشاركة من الجميع ..النافذة : لماذا لم يعرض البرنامج على أغلب قواعد الجماعة ولا مجالس الشورى المختلفة مثلها مثل النخب ؟ وهل النسخ التى وصلت لمستوى بعض القواعد الإخوانية اجتهاد من كل منطقة يتبعون لها أم أنه قرار من الجماعة بعرض البرنامج على القواعد بعد الانتقادات التى وجهت فى هذا الشأن .الدكتور محمود : اللجنة السياسية عندما وصلت إلى تصور مبدئى لبرنامج الحزب عرضت هذا التصور على مكتب الإرشاد وكان للمكتب ملاحظاته التى عرضت على اللجنة فقامت بتعديل البرنامج بناءاً على ذلك ثم رأى المكتب أن تكون دائرة عرض البرنامج أكبر من مجلس الشورى فعرض البرنامج على المكاتب الإدارية وهى دائرة أكبر من غير شك من مجلس الشورى وتفاوت الأمر بعد ذلك فى المحافظات ، فمن المكاتب من اقتصر على عرض البرنامج على اللجنة السياسية بالمحافظة على اعتبار أنها المعنية بالأمر ، وأخرى عرض البرنامج على المهنيين والطلاب وغير ذلك ، واتسعت المسألة ، فبعض المحافظات عرضته على مجلس شورى المحافظة ، ومنهم من نزل به إلى القواعد ...هذه هى المراحل التى تم فيها عرض البرنامج ، لذلك اختلفت حسب ظروف كل المحافظات ...ثم عادت المكاتب الإدارية للمحافظات برؤيتها وملاحظاتها وعرض ذلك على مكتب الإرشاد مرة أخرى وأضيف إلى البرنامج هذه الملاحظات ثم بعد ذلك خرجت النسخة الموجودة الحالية والتى عنونت " بالقراءة الأولى " والتى عرضت على حوالى ستين شخصية من المثقفين ، وللعلم هذه النسخة ممهورة بتوقيع فضيلة الأستاذ محمد مهدى عاكف فضيلة المرشد العام للإخوان المسلمين .وقد طلب الأستاذ المرشد من المثقفين أن يردوا علينا كتابة وقام البعض منهم بنشر رأيه فى الصحف فتم الاتصال بهم عن طريق الأستاذ المرشد وشكرهم على الرأى والتفاعل مع البرنامج ولكن طلب منهم الرد كتابة وأن الجماعة لن تأخذ ملاحظات من الصحف ، وبالفعل رد بعض المثقفين كتابة والبعض الآخر لم يرد ، ونحن فى انتظار الرد ...