قطار الحياه
يرحل بنا
يخطوا الى المجهول
قطار الحياه
الى اين يذهب
نحاول ان نرى ماذا اليه يهفو ويسرع من خطواته
قطار الحياه
الى اين انت ذاهب بنا
لن اتركك حتى ارى الى اين تذهب
واسرع بنا القطار
اسرع واسرع
وحاول ان يبعد كل مايعوق حركاته
واولى محطاته هى
محطة الصحة
نهملها
نغفوا عنها
لا نحافظ عليها
ونندم على فقدانها بعد ضياع الزمن
المحطة الثانية
محطة المال
ما أكثره
ما روعته
ما سبب نقوشه الباهرة
ما سر الوانه
نتلهف عليه
نبحث عن كل ما يكثر من الوانه الباهتة
نجرى ورائه
يأخذنا الى حفر لا نستطيع النجاه منها
ونصبح بعد ضياعه بدون ثمن
والان يسرع القطار
ما بك ايها المعدن
لماذا تسرع
ممن تخاف ان يراك
انتظرى ايتها الانسية
تمهلى فالمحطة الثالثة هيا محطة السعادة
وليس لى معها اى نوع من التكافؤ
نبحث عن السعادة لا نعثر عليها
نحاول الاصطناع بها لا نستطيع
نريد ضمها ولا تريد حضننا
فلماذا اذن نتمسك بها ايتها البشر
احاول ان ابعد عنها حتى لا ترانى وتعطينى سعادة زائفة
فأرجع بدونها افضل ممن تكون معى زائلة
بكيت من فقدانى لها
لاننى ايضا لا يوجد بقصرى شئ اسمه السعادة
اترقب القطار الان
الى اين يذهب
يذهب الى المحطة الرابعة
وهى محطة الحياه
تكلمنا تحاول اقناعنا بمبدأ لديها
وهى ان نتمسك بها
فنسمع كلامها
نحاول شراؤها
تتركنا وترحل
الحياه
ماهى الا لحظات معدودة
وتأخذنا الى السماء مصحوبين بندم للاحتوائنا لها
ويركض بنا قطارنا
يتخطى بنا صعوبات الزمن
يتخطى طريق الامل
وهى المحطة الخامسة
اين الامل
الذى طالما تشبثنا به
اين هو الان
اين يوجد
اين مكانه
اين وطنه
لا يستطيع قطارنا ان يجاوب على مايدور بداخلنا
فيتخطى طريق الامل
ويسرع ويسرع
لا يريد ان يتوقف
لا يريد سماعنا
ولا يريد الاصغاء لنا
اين ستذهب بنا
قال لى ويأسه يسبقه
سنذهب الى المحطة السادسة
محطة العدل
وطبعا غير موجود
اين يوجد العدل
نسأل ومن يرد علينا
لا احد يعرفه
ولا نستطيع ان نجده
ويجرى قطارنا
لا يريد ان يرى هذه المحطة
لا يريد التوقف عندها
حتى لا يتذكر بما لمسه من فقدان العدل
لا يريد التقرب منها
لانها محطة مفقودة
محطة معدومة تواجدها
العدل
محطة ليس بها سوى الرماد وباقايا بشر عانوا من ظلم العدل
نعم
ظلم العدل
فالعدل الان اصبح ظلم
والظلم اصبح مأخوذ من شظايا العدل
ولا يستطيع الاثنان الاستغناء عن بعضهم
العدل
تريد منهم ان يعثروا عليه معك لا تجد احد
فتبحث انت
وماذا تعثر
تعثر على ضحاياه
تتناثر جثثهم هنا وهناك
تقف على ارواحهم
تهدر اعمارهم
والسبب
العدل
غير
متواجد
سر اختفائه
البشر
نعلن عن شخص مات
وعزاء عليه
وحداد ايام بل سنوات
والسبب
هم البشر
العدل
ينتظر فتح المقبره
التى ضمت الحياه
كى تضم العدل
ونسرع نحن بفتح مقابر امواتنا
كى ندفن بجوارها شخص مجهوول الهوية
وهو العدل
انتظر شهادة مماتك
ولماذا تنتظر
فأنت لا تحب الانتظار
اذهب انت بقدميك
مع ذنوبك
افتح مقبرتك
ادعى ان يرحمك وتذكر انك لم ترحم احدا
العدل
مات العدل
اسرع ايها الحديد
ابحر بين طرقاتك
اشجار
رمال
حجر
نور
بحار
سماء
تخطى كل ذلك
ولكن امهل
فهناك المحطة السابعة
وهى اخر محطة لديك
وهى المحطة الوحيده الحقيقة لديك
وهى المحطة التى لا تريد ان تتمحى لديك
المحطة التى دامت كثيرا ولا تريد فراقنا
المحطة التى لا تريد ابعاد يديها عن وجهونا
حتى لا نرى الواقع
المحطة السابعة
وهى المحطة التى نحيا بها
هذه المحطة هى
الحـــــــــــــــــزن
متواجد دائما
هى المحطة الوحيدة الصادقة معك
هى المحطة الوحيده التى عثرنا عليها تنتظرنا بنهاية رحلتنا
الحـــــــــــــزن
نتجرع من كأسه
امسح بيديك ابتسامة خادعة
ابتسامة
ماهى الا مخادعة
قلت لها
اذهبى ايتها المخادعة
انتى لست لى
رفيقى هو الحزن
صديقى هو الحزن
سبب سعادتى هو الحزن
وجودى هو الحزن
الى باقى من حياتى هو الحزن
قف ايها القطار
فأنا ارى الحزن سعيد بقدومك اليه
رحب بك
ايها القطار
هنيئا لك
بعثورك على المحطة الاخيرة والوحيدة الحقيقة بحياتنا
الحزن
هو باقى من عمرنا
الحزن
لا ترحل عنا
الحزن
لا تتمادى بعصيانك وتمهلنا الوقت كى نفكر بأحوالنا
الحزن
انت البريق الوحيد الذى يلمع بحياتنا
الحزن
انت سر سعادتى
برغم اسمك حزن
ولكن انت سعادة الوجدان
لانك الحقيقة الماثلة امامنا فى واقعنا
فلو استطعت الرحيل عنا
اترك لدينا بصمة منك
ودعنى اختار ماذا تكون
فاختارت ان تكون بصمتك هى نفسها
الحزن