الأهلي "عفريت" الزمالك..حتي في رمضان
ّالعادة.. الأبيض شرب "المر".. ووسط "الأحمر"كلمة السر
تحليل : طارق مراد
توج فريق الأهلي بطلاً للقمة المئوية.. وأثبت انه مازال كبير العائلة الكروية.. وعفريت الزمالك حتي في شهر رمضان المبارك بعد ان قاده الساحر محمد أبوتريكة لتحقيق فوز غال بهدف نظيف علي الزمالك القطب الثاني للكرة المصرية الذي شرب "المر" كالعادة في لقاءات القمة وكان آخرها خسارته كأس مصر أمام أهلي القرن والذي كان خط وسطه "الأحمر" كلمة السر في القمة المئوية والتي فاز بها وهو ويحتفل بعيده المئوي تزداد تلك الاحتفالات جمالاً وبهجة بعد أن أضاف لها نجوم الأهلي هذا الاحتفال الكبير بالفوز بالبطولة الخاصة مع الزمالك.
جاء الفوز الغالي الذي حققه الأهلي بهدف نظيف لأبوتريكة واهدار شادي محمد لضربة جزاء بعد ان قدم نجوم القلعة الحمراء عرضاً قوياً ووجبة كروية دسمة علي مائدة افطار الزمالك اسعدت جماهيره والتي عاشت ليلة من ألف ليلة احتفالاً بهذا الفوز الكبير الذي أعادت الصورة الجميلة لأهلي القرن
أما فريق نادي الزمالك فلم يقدم العرض المنتظر وأثبت بتلك الخسارة أمام الأهلي ومن قبلها أمام الاسماعيلي انه مازال بعيداً عن مفهوم البطولات صحيح أن أداء الفريق في تحسن ولكن مقدمات حصد البطولات غير متوفرة لدي هذه المجموعة والتي تحتاج لبعض الوقت لاكتساب مزيد من الخبرة بجانب حاجة الفريق للدعم في بعض مراكزه وفي مقدمتها حاجة الفريق لمهاجم سوبر متميز علي الأقل ولاعبين وسط يتمتعون بامكانيات وقدرات هجومية ودفاعية يستثني من ذلك علاء عبد الغني ومحمد عبد المنصف وشيكابالا وكان الزمالك الأفضل في الشوط الثاني.
جاءت حمي البداية غاية في السخونة والاثارة والقوة فالدوري مازال مبكراً والاعصاب هادئة والفرصة متاحة لنجوم الفريقين لينطلق احدهما بقوة نحو القمة عبر القمة المئوية.
وبالفعل رجحت كفة الاهلي منذ اللحظات الأولي بفضل نشاط الوسط واجادة ظهيري الجنب جيلبرتو ومحمد بركات.
ولم تمض سوي دقائق قليلة حتي أعلن الزمالك عن نفسه بعد امتصاص حمي البداية الحمراء ويتمكن الزمالك من فتح ثغرة هجومية في دفاع الأهلي في الجبهة اليسري عن طريق النشط أحمد مجدي والذي شكل مع محمد أبو العلا ثنائياً متفاهماً أجاد بناء أكثر من هجمة غاية في الخطورة ولكن عمرو زكي وعبد الحليم علي لم يحسنا الاستفادة منها.
وكانت صحوة الزمالك بمثابة شعار جديد بدخول المباراة مرحلة الإثارة والقوة بسبب الأداء المفتوح والأسلوب الهجومي الذي فرض نفسه علي مجريات اللعب بحثاً عن هدف السبق.
ويصبح محمد أبوتريكة بحسن تحركاته وتفاهمه مع فلافيو وهروبهما من الرقابة بمثابة مصدر ازعاج شديد لدفاع الزمالك ومعهما جيلبرتو والذي استطاع ان يشكل خطورة بانطلاقاته في الجبهة اليسري ولكن تميز أداء رباعي دفاع الزمالك بقيادة الفدائي محمود فتح الله ومعه بن ذكري وأحمد مجدي وأحمد غانم سلطان بالفدائية وحسن التغطية ساهم في نجاحه في التصدي للموجات الهجومية الحمراء والتي اتسمت بالسرعة تألق والتزام نجوم خط وسط الزمالك بواجباتهم الدفاعية بقيادة الرزين علاء عبد الغني ومعه محمد أبو العلا ويامن بن ذكري بينما ركز شيكابالا علي المهام الهجومية باللعب كقلب هجومي متأخر خلف رأسي الحربة عمرو وزكي وعبد الحليم علي.
ويقدم الأهلي فاصلاً من الأداء الجمالي بعد نجاحه في امتلاك زمام اللعب نتيجة دقة التمريرات وحسن الانتشار في المساحات الخالية وسرعة الانطلاق والتحرك وكلها عناصر قادت الاهلي للتفوق الميداني علي الزمالك وضاعت منه أكثر من فرصة مؤكدة لفلافيو وأبوتريكة.
في الوقت الذي تألق فيه الاهلي هجومياً نجد أن ثلاثي خط الدفاع بقيادة عماد النحاس ومعه شادي محمد وأحمد السيد الذي أجاد تغطية انطلاقات جيلبرتو في الجبهة اليسري - نجد أن هذا الثلاثي- التزم بعدم الانطلاق للأمام والتفرغ فقط للواجبات الدفاعية لاحكام السيطرة علي هجوم الزمالك والذي أجاد تنفيذ الهجمات المرتدة السريعة بقيادة الموهوب شيكابالا المرعب والعقل المفكر ووالذي صنع فرصة لعمرو زكي ولكنه سدد في الأوت وقبلها سدد عبد الحليم علي صاروخ أرض أرض ولكن عصام الحضري بيقظة وبراعة تصدي لها علي مرتين ولم يكن محمد عبد المنصف حارس الزمالك أقل اجادة ويقظة من الحضري في الذود عن مرماه.
عاب الأهلي عدم الاستفادة من الضربات الثابتة العديدة التي حصل عليها علي أبواب منطقة الجزاء
يحصد محمد أبوتريكة ثمار تألقه وأداءه الرفيع بتسجيل هدف السبق والتفوق بمهارة عالية عندما سدد الكرة داخل الشباك لحظة انفراده بمرمي الزمالك وخروج محمد عبد المنصف لملاقاته بعد ان ضرب دفاع الزمالك لخمة ووصلت الكرة لأبوتريكة.
ورغم الجهد الكبير الذي بذله نجوم خط وسط الزمالك بمنطقة المناورات بقيادة علاء عبد الغني رئة الفريق وأبو العلا ولكن التفوق العددي للأهلي رجح كفتهم خاصة وأن شيكابالا لا يقوم بدوره الدفاعي كما عابهم البطء في التحرك وعدم القدرة علي التصرف السليم في الكرة.. بجانب سوء الانتشار.
وفي الوقت الذي أجاد فيه شادي وأحمد السيد مراقبة عمرو زكي وعبد الحليم علي فاننا نجد أن محمد أبوتريكة استطاع ان يتحرك بحرية داخل المنطقة الخطرة وخارجها بسبب ضعف الرقابة
ويبدأ الأهلي الشوط الثاني بتغيير دفاعي بنزول وائل جمعة بدلاً من حسن مصطفي في رسالة واضحة من مانويل جوزيه برغبته في تأمين هدف التفوق.
ورغم البداية القوية والنشطة من الزمالك
بحثاً عن هدف التعويض غير أن فلافيو حصل علي ضربة جزاء بعد ان عرقله محمد عبد المنصف عندما انفرد به.
ويتصدي لها شادي محمد ولكن محمد عبد المنصف الحارس العملاق يفجر المفاجأة السارة وينقذ ضربة الجزاء ببراعة عندما يحول الكرة لضربة ركنية يسددها عماد النحاس خارج المرمي.
ويسدد علاء عبد الغني من هجمة منظمة للزمالك صاروخ أرض أرض ينقذه الحضري ويفرض الزمالك سيادته علي أرجاء الملعب بتنويع محاولاته الهجومية لاختراق دفاعات الاهلي من العمق والاجناب عن طريق أحمد غانم سلطان في اليمين واحمد مجدي في الجبهة اليسري ومع ارتفاع معدلات السرعة في أداء لاعبي الزمالك يفرض الفريق سيطرته علي الملعب.. وينقذ القدر والشاطر الأهلي من هدف مؤكد عندما سدد شيكابالا الكرة في شباك الأهلي.
وكاد جمال حمزة يفعلها مع أول لمسة عندما سدد صاروخاً أرض جو ولكن الحضري بمهارة وببراعة وبأطراف اصابعه يحول الكرة وهي في طريقها للمقص لضربة ركنية.. ويلقي كرول بآخر أوراقه بالدفع بمجدي عطوة بدلاً من احمد مجدي.
ويسدد اسامة حسن كرة قوية ولكن في منتصف المرمي يمسكها ويلعب عماد متعب بدلاً من أبوتريكة في الثواني الأخيرة.. ولم تفلح الموجات والهجمات البيضاء للاعبي الزمالك بكل خطوطهم في انقاذ القمة المئوية أمام استبسال دفاع الاهلي وحسن تنظيمه وقدرته علي تأمين العمق الدفاعي ليتوج الاهلي بطلا للقمة المئوية