www.touba.com
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
www.touba.com

منتدي الروائع والاحلام
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 سفر الاحلام

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
الطائر الحزين
منتدي الروائع والاحلام
منتدي الروائع والاحلام
الطائر الحزين


عدد الرسائل : 485
العمر : 32
الموقع : www.link0777.com
تاريخ التسجيل : 27/09/2007

سفر الاحلام Empty
مُساهمةموضوع: سفر الاحلام   سفر الاحلام Empty6/12/2007, 11:08 am

سِفْرُ الأحلام


مالت الشمس إلى المغيب، ودنا قرصها الذهبي بأشعته المتوهجة إلى طرق الأبواب في الجهة الأخرى من المعمورة .... استأذنتني نجمة رقيقة حالمة أن تفتح لي درب الأماني بالوصال معك ... شاهـدة على حبنا الذي أضنيته هجرا... دخلتُ غرفتى ولم أُوقد السراج كعادتي فضياء طيفك يُنير مخدعي .. همساتك العذبة تُلون آمالي بأحلام اللقاء... أمسكتُ صـورتك أبثها تباريـح الشوق.. خلتنى سمعتُ صـوتك الحـنون يُضمنى بقوة إليك ... آهة ...صدرت عنى أعادت النجمة صديقتي لي صداها.. أقبلت نحوى تزف إلىّ نبأ " لم شملنا " بعد طول بعاد ، وتحمَّلني الذكريات إلى فتح ملف الغياب ... سنوات طويلة منذ غادرتنا بعد زواج قصير، أثمر ثلاثة أبناء في بطن، لم ترهم عيناك، لم يُسعدك قدرك بتلقي صياحهم لحظة ميلادهم، كان دائما عملك هو الأول والأهم...

أتذكَّرُ لحظة جاءني المخاض وبحثتُ عنك في الوجوه التي صحبتني .. فما وجدتك، ورحتُ في غيبوبة المخدر .. أفقتُ والعيون تسقط من الوجوه ، والأيدي تُلوح ، والأفواه ترتفع والغرفة تدور بي والسقف ينحدر بي كالمرجيحة الطائشة ...فأهـوي ...والجميع يتكلمون ، ولا أسمع غير حمد الله على... وتأخذني إغفاءة المخدر، أحلم بقربك.... تُهزني شقيقة زوجي بعنف فأشعر بألـم ..فأفتح عيني ، فأخالك واقـفا .... ويغلبني النعاس فأغـمض جفني ، فيتراقص طيفك ، ويدنو وجهك، وتحملني فرحا بالأولاد...

اليوم التالي أفـيق على وجه صبوح ؛ الممرضة الحسناء التي حرصت على رعايتي ... ودامت بها صداقتي سنوات عمري ... يقبل صـوتك مباركا سعيدا : سأكـون عندكم في المساء.. لمدة48 ساعة ... وأعود للعمل .. حبيبتي لن أجدد العقد ؛ حتى يتسنى لي رعايتك والأحباء الصغار ، تُكمل بخجل الصبي المذنب : سامحيني لتقصيري فـي حـقكم ...

ولكنك لم يُقدر لك أن تأتي أبدا ... اختطفت الطائرة .... سقطت .... اخُتفت ... زلزال ... عاصفة ..... عاصفة اقتلعتني من كياني ، مات الحلم معك .... الأمل ... الأمل اندثر لحـظة بزوغ فجـره ، كدتُ أمـوت ...لولا وجودك بجانبي !!

نعم رأيتك من خلال الدمع تُوصيني بالأولاد ... وصية غالية تمسك لي بالمصحف وأعاهدك أن أرعاهـم وأحافظ عليهم.......

عشت بيننا مع أولادك ، تشاركني فرحتي بنجاحهم ، تشاطرني شقوتي بانحراف تقديراتـهم في المـدارس....

أراك على الجدران... تتوسد الحجرة ، لم يصدقوني ، وأنا أحكى لهم عودتك ... رحيلك كل ليلة ... كنت تأتي تجلس مع الأولاد تداعبهم ، تصفف لصغيرتك شعرها ..... تصف لي فرحتك بها حين غدت إلى درب الأنوثة ... تحضر لها فستان الزفـاف ... وحين يمرض أحدهـم ، يأخذك الجزع حتى يشف .. كانت حياتي معك إيابا ورحيلا.... قربا وبعادا ...

طالبني الجميع بالزواج ... رفضتُ أن أكون لغيرك .. وكيف وأنت المخلص الوفي الذي رفض الإغراءات المتلاحقة ، أنت الذي كان يعتذر لي عن خطأى في فهم عبارة عفوية تصدر عن أخ لك ، كان كثير الملام .. باختصار ليس لك شبيه ولا مثال ..

حين كنت أحدثهم عن تواجدك معي والأولاد ، تنفض عنى الأعين ، وهمُ يمصمصون الشفاه عجبا وسخرية .. ألمح في نظراتهم نظرة إشفاق ، ولسان حالهم يقول : مسكينة ، موت زوجها ويتم أطفالها ... ذهب بعقلها !!

ولكنك كنت متواجدا معنا حقيقة لا خيالا .. وتمر الأيام ، ويتزوج الأبناء .. أخيرا حان وقت انفرادي بك .. أحادثك .. أهاتفك .. ألمحك .. تجفو وتحنو .. تلملم عن أيامي شقاء الانتظار...

أصبح الفراغ غولا يضجر أيامي.. عادت الوحدة سيفا يقطع وقتي برتابة وملل ... بعدما تباعد الأولاد في حياتهم .. تسافر"رشا" مع زوجها ، فيلحق بها "أحمد" وزوجته ولا يبقى إلا "حسام" ...
لكم يشبهك .. ! يأبى أن يفتح لنفسه طريق المستقبل ، ويتركني وحيـدة ، حنانه صنو حنانك .. لهفته علىَّ كأنك أنت ، في أيام زواجنا الأولى ..


على استحياء تُطالعنى رغبته في الإقامة معي ، في الدار وزوجته ... ألم أقل لك إنه يشبهك كثــيرا ؟!

أتلقف الرغبة بفرحة غالية .. فأفسح له ولزوجته أبواب العمر ... لكنها قاسية قاطعة للرحم... تُناصبني العداء لأن زوجها ابني يهتم بأمري .....

أشهد الله أنني لا أتدخل في حياتهما ، ولكن اهتمامه الزائد بي آلمها ... ضربها فــي مقـتل ، انفردتُ به أثناء زيارتها لأهلها، طلبتُ منه أن يرفع عنه طفولة حبه لي.. يقتطع من بره بي كى لا يُشقى زوجته ويجرح مشاعرها كزوجة .. تعجب .. أصررتُ على مطلبي...

جاءت زوجته ، بزوبعة مفتعلة ... أطلقت لسانها في زوجها ، فتحتُ فمي لأرد على تجاوزها حدود الأدب في مخاطبة زوجها ، ولكني أمسكتُ نفسي ، خشية أن يُطلـقها كـرامة لي ... انسحبتُ إلى غرفتي كسيرة الخاطر .. أندب سوء طالـع ولدى الحنون مثلك تماما .. بعد لحظات دق علىّ الباب يستأذن ليعتذر عن ثورة زوجته...

مرت أيام ..وقفت زوجة ابنى في صحن الدار ، وقد وضعت ذراعيها في وسطها ، ثم تطاولت عليه وأنا مطبقة على صمتي لم أزل ..

ثم أعلنتها صراحة : لا أطيق المنزل ، أريد خصوصية حياة مع زوجــي .. !

إذن هي تُسدد لي ضربة قاصمة ، لتنهى " الماتش " لصالحها .. خرجت غاضبة إلى بيت أهلها .. بذلتُ قصارى جـهدي للحفاظ لولدى على بيته ... ذهبتُ إليها اسـترضيها لتعـود .. لكنها صفعت حناني بقسوة و تهكم .... لم أُفش لولدي موقـفها ..

جاء ابنى جلس بين يدي يحكى لي تصرفات لها غاية في المكر والسخف .. فجأة رفعت زوجته عليه قضية تبديد أثاث المنزل!!

كاد ولدى يدخل السجن ... بعت شبكتي لاشترى ابني .. وجمعتُ لها المال " السحت " الذي طابت نفسها بأكله .....وكانت قد نقلت المفروشات والأثاث كله إلى دار والدها .. وتركت الشقة على " البلاط " ...

تصورت أنها فازت بالغنيمة ، بالأثاث الذي اشتراه ابني باسمها ودفع ثمنه ، وجدته يصلى ويحمد الله أن أنجاه منها .....

وضعت زوجه أبنى بنتا رائعة الحسن ، فتوسط أهل الخـير لأعادتها لعصمته .. جاءنى ثائرا مغاضبا : لا أريدها يا أمى ..

قلت له : من أجل الصغيرة وتنشئتها تنشئة سليمة لابد من عودتك لها ..

قال : كرهت هذه السيدة وإذا عدت إليها 00 قلت له : يقول المولى ( وعسى أن تكرهوا شيئا يجعل الله فيه خيرا كثيرا )

أفعل يا أمى .. استدار ولدى ليخـرج من الغرفـة فمسحت دمعة عـنيدة طفرت علي خدي ، وأمرته ألا يعود للعيش معي من أجل راحتهم .. ظننتُ أن دفء الأمومة سوف يُظهر مشاعر ود كانت متأصلة فيها ، غير أنها قُدت من حجر ..

فى شقة من الدارالكبيرة التي نملكها اشتري لها فرشا وأثاثا جديدا .. وعاهدني ألا يسئ معاملتها ، وان يعاشرها بالمعروف ، وان يطرح من قاموس حياتهما معا لغة الجدال التي أطلقتها بينهما فسلبت الـود من قلبه ...

ما هي ألا أيام قليلة حتى ارتفع رنين الجحود بداخلها فأرغت واذبدت ، وقررت وأعلنت أنها تريد شقة إيجار في مكان غير هذا الدوار الذي يشاركها فيه أمه وأخـوه هم علي سفر..

لم أكن أتطفل عليهما أو افرض نفسي في شئونها قليلة الإنسانية .. جمعت ملابسها في حقيبة وهبطت الدرج ودقت بابي ، فتحتُ .. لم أكن أتخيل أن لهيب الكراهية يلفحها وهدير الأنانية يعلو ويهبط بداخلها فيدمر إنسانيتها ويقتل كل المعاني الجميلة داخلها .. قذفت بالرضيعة في يدي الممدودة لها بالسلام كادت الطفلة تسقط لولا عناية الله .. ضممتُ حفيدتي وأفسحت لها الباب لتدخل ، نظرت لي بقسوة وسخرية : كل ما يربطني بكم هذه الصغيرة .. عندكم لا أريدكم ..

كانت بنت جارتي كانت ترضع صغيرها فأعطيها البنت لترضعها وكان زوجها فظا غليظا مثل زوجة ابني لفظها وطلقها وهي حامل

عاد حسام إلي الدار فوجد أن زوجته سربت الكثير من أثاث المنزل رفعت عليه قضية نفقة وتعدي بالضرب .. ثم ادعت أننا خطفنا الصغيرة .. ابني الطيب يحدث معه كل هذا ؟ استغفر الله .. انه ابتلاء له وامتحان لي .. واختبار لك يا زوجي الحبيب ؛ فمازال طيفك بلسما للجراح .. تواسيني وتوصيني بمزيد من الصبر عليها ما أعظمك . .

كتم ابني تأنيبه لي ، وأعلن امتثاله لقضاء الله وتعامل مع المحاكم والقضايا بصبر .. تم لها الانفصال والحكم لها بضم الصغيرة .. بعد أيام جاءت أمها في غارة عاصفة تسلمني الطفلة

عادت البسمة إلي وجه ابني تمحو بقايا دمار الزوجة الخائنة

تزوجت مطلقة ابني من ابن خالتها .. وتنازلت لنا نهائيا عن الصغيرة .. التي أصبحت تنادي الجارة بماما لبني ..قربت المأساة بين حسام و لبني .. حنانها عشعش في وجدانه فأقام لها صرح من المودة الخالصة .. عرضت علي ولدي الزواج رفض ..

أصيبت لبني بآلام الزائدة ؛ حملها ابني في سيارته إلي المستشفي .. رأيتُ بعيني خوفه عليها وشدة انشغاله بها .. ظل يرعاها .. كان يذهب إليها في اليوم عدة مرات ..عند عودتها إلي بيتها انقطع تواصله معها ..

تعجبتُ .. وسألته : ماذا حدث ؛ لقد أسعدتني عاطفتك نحوها ؟

قال وهو يداري مشاعره :لقد كنت ارد لها جزء من جميلها ..

قلت بهدوء : إذا كان الجرح بداخلك ؛ قد اندمل ، ونسيت غدر مطلقتك ، وبرأت من الخيانة والظلم تماما فإن لبني هي الزوجة الصالحة .. إذا اردت رأيي يا صغيري ..!

اتسعت البسمة علي وجه ابني ؛ فشقت طريق العبوس جانبا ..

قال مازحا : سلمت والله يا أماه .. ما أجمل قولك " يا صغيري " .. وربت علي ظهري بحنو وقبل وجنتي ويدي .. وخرج دون أن ينبس بكلمة تشرح خاطري..

رأيتُ طيفك .. تُقسم لي انه سوف يتزوجها .. وانك عنها راض..

تقدم عريس للبني .. فسقطت مغشيا علي ..

جاء حسام يرتجف هلعا علي .. كان يُحيطها بعينيه ؛ وكذلك كانت تُنادمه النظرات خلسة وحياء ..

هب واقفا وهو يقول : سلامتك يا ست الكل أريدك أن تخطبي لي ..

قلت بحزن واضح : بارك للبني .. فقد خُطبت أيضا ..

قال بثقة ونظراته مسددة علي وجهها : هل تقبلين الزواج مني يا لبني ؟؟

قفزتُ من السرير ... وأطلقتًُ زغرودة ، وضممتُ لبني إلي ، ورأيتك تضم حسام وتشد علي يده مهنئنا ..

أسرعت لبني تتعثرفي خطوها ودموع الفرحة تغرق وجهها البرئ ..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فجـــ الحياة ـــر
مشرف مشتاقون الى الفردوس
مشرف مشتاقون الى الفردوس
فجـــ الحياة ـــر


عدد الرسائل : 1047
العمر : 40
تاريخ التسجيل : 16/08/2007

سفر الاحلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: سفر الاحلام   سفر الاحلام Empty13/12/2007, 10:28 am

جميل جدا تسلم ايديكى على الكلام الحلو دة مستنى المزيد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
فجـــ الحياة ـــر
مشرف مشتاقون الى الفردوس
مشرف مشتاقون الى الفردوس
فجـــ الحياة ـــر


عدد الرسائل : 1047
العمر : 40
تاريخ التسجيل : 16/08/2007

سفر الاحلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: سفر الاحلام   سفر الاحلام Empty13/12/2007, 10:28 am

جميل جدا تسلم ايديكى على الكلام الحلو دة مستنى المزيد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الطائر الحزين
منتدي الروائع والاحلام
منتدي الروائع والاحلام
الطائر الحزين


عدد الرسائل : 485
العمر : 32
الموقع : www.link0777.com
تاريخ التسجيل : 27/09/2007

سفر الاحلام Empty
مُساهمةموضوع: رد: سفر الاحلام   سفر الاحلام Empty13/12/2007, 10:34 am

دمـــ ع ـــ حزن ـــة كتب:
جميل جدا تسلم ايديكى على الكلام الحلو دة مستنى المزيد
مرسي خالص ليك ياتامر علي ردك علي الموضوع وعلي مرورك
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
سفر الاحلام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» °¨¨™¤ ¤™¨¨° سارقوا الاحلام
» ياخساره ع الاحلام

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
www.touba.com :: منتدي القصص والحكايات-
انتقل الى: